الخميس، 5 أغسطس 2010

عندما كنت " كوبري " !!

جذبني من يداي بسرعة ....لم يكن لديه الوقت ليلحظ الدهشة التي ارتسمت فوق وجهي.

هيا سندخل هنا!
لم أقل لا.... ولم أقل نعم....فقط دخلنا

في الداخل....كانت هناك الكثير من العيون...لم أشُك وقتها أنها تحدِّق بنا

أجلسني في المُتصف تماماً...ثم ترك يداي وذهب !
لم يقل إلى أين.....ولم أسأل.

يبدو أنّني في تلك اللحظة قد تأكدت أن العيون المُحدِّقة تتجه إليّ وحدي....فكففتُ عن التفكير في أي شيئٍ ٍ آخر غير الإختباء !

عاد ليظهر من جديد....وقف بعيداً ولكن أمامي .
نظر إليّ أنا  بعينين تتجهان إلى شيئ ٍ آخر...شخصٍ آخر

لا يهم.... هو أراد أن يعلم الجميع أنه ينظر لي أنا.

غنّى بصوتٍ مذبوح....هو جريحٌ لا شكَ في ذلك
لم أكن أعلم من قبل أنّ إنساناً يستطيع أن  يبكي من غير دموع ....وينزف من غير دماء !

نسيتُ المُحدِّقين....و أردتُ أن أقوم من مكاني فوراً لأحتضنه.
ولكنه أوقفني بنظرةٍ من عينيه التي كانت لا تنظر إليّ
أخبرني أن أبقى مكاني....فبقيت !

إنتهى من النزيف....ثم استدار وصفَّق له الجميع

إنحنى ثم رفع رأسه ويده اليمنى ليشير إليّ...إليّ انا.
يده لا تكذب مثل عينيه.....قال : " إليـها" !

هو إذن يهدي أغنيته الكسيرة إليّ....ولكنني أعلم ويعلم أنّي لم أكسره !
و أعلم أنّ رغبتي في إحتضانه الآن قد ذهبت بغير رجعة.

وجدت نفسي لا أسمع التصفيق
أو أسمع بلا أذن...و أرى بلا عين !

دعاني هو لأقف معه هناك...ولكنني لم أره

عيناي انطلقت في إتجاهٍ آخر...تبحث بين عيون المحدقين مرةً أخرى

فربما وجدتها هناك بينهم....ربما اهتديتُ " إلـيها" !!

هناك تعليقان (2):